المزيد من المعلومات وامور اخرى لم يتم ذكرها يمكن التعرف عليها من خلال حساب الانستجرام الخاص بنا
رحلة سياحية كاملة إلى سريلانكا: بين الطبيعة والتاريخ
اليوم الثالث: من كاندي إلى نوار إِليا
نوار إِليا (Nuwara Eliya)
تقع نوار إِليا في المرتفعات الوسطى لسريلانكا على ارتفاع عالٍ، وتُعرف باسم “مدينة الأجواء الباردة” أو Little England بسبب الطراز المعماري البريطاني القديم والمناخ البارد والضبابي الذي يميزها. المدينة تحيط بها تلال خضراء ومزارع شاي مترامية الأطراف، فيما تضفي الجداول الصغيرة والأنهار الصافية والمياه العذبة جواً من الصفاء والهدوء. في الصباح الباكر، تغطي الضباب والغيوم قمم التلال، لتتحول المناظر إلى مشهد طبيعي خلاب يجذب المصورين والزوار على حد سواء.
تنتشر في نوار إِليا مزارع الشاي والمصانع الصغيرة والكبيرة، حيث يمكن للزائر مشاهدة عملية قطف أوراق الشاي، التخمير، التجفيف، والتغليف، وهي تجربة تعكس تاريخ هذه الصناعة العريقة وجمال الريف السريلانكي
نشأة الشاي وتطوره في سريلانكا
- جُلب أول نبات للشاي (Camellia sinensis) من الصين إلى سريلانكا في عام 1824 بواسطة البريطانيين، وزُرع في حدائق النباتات الملكية في بيرادينيا (Peradeniya Botanical Gardens) كمشروع تجريبي وليس تجاريًا في البداية.
- في عام 1867، جاء المهندس الاسكتلندي James Taylor، وعمل في مزرعة Loolecondera Estate قرب كاندي، حيث أنشأ أول مزرعة شاي تجارية على مساحة نحو 19 فدانًا.
- في عام 1872 تم بيع أول إنتاج من شاي Loolecondera داخل كاندي، ثم في 1873 تم تصدير أول شحنة شاي من سريلانكا إلى لندن.
- مع مرور السنوات، توسعت المزارع بشكل كبير، وأُقيمت مصانع حديثة مجهزة بآلات التخمير والتجفيف والتدحرج والتغليف، ما ساهم في تحسين الجودة وزيادة الإنتاج.
- أصبح Ceylon Tea علامة تجارية عالمية مرادفة للجودة، مع شعار الأسد المعروف (Lion Logo) الذي يدل على أن الشاي نقي ومن سريلانكا، ووسّع استخدامه عالميًا لضمان حماية الماركة.
وصف الطريق من كاندي إلى نوار إِليا
الرحلة من كانتدي إلى نوار إِليا تمر عبر مناظر طبيعية متغيرة تجعل الطريق جزءًا ممتعًا من التجربة:
- من نيجومبو إلى كاندي: تبدأ الرحلة من السهول الساحلية، حيث الأرض مسطحة نسبيًا، مع مزارع نخيل وقنوات مائية وقرى صغيرة للصيادين والمزارعين. المناخ أكثر حرارة ورطوبة، بينما تظهر أشجار قليلة متناثرة على الطريق.
- كاندي والارتفاع التدريجي: بعد الاقتراب من كاندي، يبدأ الطريق في الصعود تدريجيًا، وتبدأ التلال الخضراء بالظهور، وتزداد الأمطار الضبابية في الصباح، ويصبح الهواء معتدلاً منعشًا مقارنة بالسهول الساحلية.
- المرتفعات وصولًا إلى نوار إِليا: يصبح الطريق متعرجًا أكثر مع المنعطفات الحادة، وتنتشر مزارع الشاي على جانبي الطريق، بينما الضباب يغطي قمم التلال والأودية تمتد أسفل الأفق. تمر السيارة أحيانًا بين الأشجار والجسور الصغيرة والأنهار، وتلاحظ فرقًا كبيرًا في درجات الحرارة؛ فالليل قد يكون باردًا جدًا مقارنة بالنهار.
مزارع الشاي
يُزرع الشاي غالبًا في المرتفعات المعروفة بـ High Country (ارتفاعات تزيد عن ~1,200 متر) حيث الطقس بارد، والضباب كثيف، والأمطار منتظمة، والتربة خصبة. هناك أيضًا مزارع في المناطق الوسطية والمنخفضة، حيث يختلف الطعم واللون حسب الموقع والارتفاع:
- القطاف اليدوي: تبدأ العملية بجمع أوراق الشاي الطرية (flush) بعناية.
- التجفيف الأولي (Withering): حيث تُترك الأوراق لتفقد جزءًا من رطوبتها.
- الدحرجة (Rolling): لتكسير خلايا الورقة وإطلاق العصائر.
- التخمير/الأكسدة (Oxidation): للأنواع السوداء من الشاي.
- التجفيف النهائي (Firing/Drying): لإيقاف الأكسدة وضمان ثبات النكهة.
- التعبئة والتغليف: إما مباشرة أو بعد عمليات إضافية حسب النوع.
الطعم يختلف باختلاف الموقع؛ في المرتفعات يكون الشاي أخف، ناعم، وعطري، بينما في المناطق المنخفضة يكون اللون أقوى والنكهة أكثر تركيزًا.
فندق Blackpool Hotel
يقع فندق Blackpool Hotel على تلة تمنح الضيوف إطلالات بانورامية على مزارع الشاي والتلال المحيطة. يتميز الفندق بتراس واسع حيث يمكن الاسترخاء والاستمتاع بالمناظر الطبيعية، ومطعم يقدم مزيجًا من المأكولات السريلانكية والأوروبية لتلبية جميع الأذواق. الإقامة هنا تمنح شعورًا بالهدوء والراحة بعد يوم من السفر ومشاهدة الريف الجبلي الساحر.
شلالات رامبودا: جمال سريلانكا البكر وانعاش الطبيعة
تقع شلالات رامبودا في قلب سريلانكا، وتُعتبر واحدة من أكثر الوجهات الطبيعية سحرًا وجذبًا للسياح. تتدفق المياه المتلألئة من ارتفاعات شاهقة لتسقط في برك صافية محاطة بأشجار استوائية كثيفة، مما يخلق منظرًا خلابًا يأسر الأعين. يكتمل جمال المشهد حين يشق القوس قزح طريقه فوق البركة في أيام الشمس الساطعة، بينما يملأ صوت المياه المتدفقة المكان بإحساس من الهدوء والانتعاش. يمكن للزائر الاستمتاع بالمشي على الممرات الخشبية المخصصة، أو الوقوف قرب الشلالات للشعور برذاذ المياه البارد الذي ينعش الحواس ويهدئ الأعصاب، ما يجعل التجربة شعورًا حقيقيًا بالاتصال بالطبيعة.
تُعد شلالات رامبودا وجهة سياحية رئيسية في سريلانكا، حيث تجذب عشاق الطبيعة والمغامرة والفن على حد سواء. توفر المنطقة فرصًا للسباحة في البرك الطبيعية، والتقاط الصور، وممارسة رياضة التسلق الخفيف في المناطق المحيطة. كما تعتبر مصدر إلهام للفنانين والمصورين من جميع أنحاء العالم، وتساهم بشكل كبير في دعم السياحة البيئية والمحلية. زيارتها تمنح الشعور بالسكينة والدهشة، وتترك انطباعًا لا يُنسى عن روعة الطبيعة البكر في سريلانكا.
الأنشطة السياحية في نوار إِليا
زيارة نوار إِليا تمنح الزائر تجربة جبلية متكاملة بين الطبيعة، التاريخ، والثقافة البريطانية القديمة:
- جولات مزارع الشاي: يمكن القيام بجولة في مزارع الشاي القريبة لمشاهدة عملية القطف اليدوي، التخمير، والتجفيف، مع شرح مراحل الإنتاج والنكهات المختلفة حسب الارتفاع والمناخ. بعض المزارع توفر تذوق الشاي الطازج مباشرة بعد المعالجة.
- زيارة مصانع الشاي: بجانب المزارع، بعض المصانع تسمح للزوار بمشاهدة آليات الإنتاج الحديثة والتعرف على طرق التعبئة والتغليف، مع فرصة شراء شاي أصلي ذي جودة عالية.
- جولات الطبيعة والمشي في التلال: التلال المحيطة توفر مسارات للمشي أو ركوب الدراجات، وسط مناظر بانورامية للتلال والغيوم المتدلية فوق القمم.
- زيارة بحيرة Gregory Lake: بحيرة اصطناعية جميلة في قلب المدينة، يمكن الاستمتاع فيها بركوب القوارب، ركوب الخيل، أو مجرد التجول حول البحيرة والاسترخاء على ضفافها.
- استكشاف المعالم الاستعمارية: يمكن زيارة المنازل والمباني القديمة ذات الطراز البريطاني، والحدائق المنتشرة في المدينة، والتي تمنح شعورًا بأنك في “Little England”.
- الأنشطة الشتوية والطقس البارد: إذا كان الموسم مناسبًا، يمكن للزائر الاستمتاع بالجو البارد، الضباب الكثيف، وحتى ممارسة أنشطة بسيطة على الطراز البريطاني التقليدي، مثل شرب الشاي في المقاهي المطلة على التلال.
نوارإليا
- – الموقع: منطقة جبلية وسط سريلانكا، ارتفاع 1880 متر.
- – الطابع: “ليتل إنجلاند”، مبانٍ استعمارية، مزارع الشاي.
- – المعالم: بحيرة غريغوري، ملعب الغولف.
- – المناخ: بارد نسبيًا
مزارع الشاي وتاريخ الشاي السيلاني
- – النشأة: بعد تدمير محاصيل البن في القرن التاسع عشر.
- – المؤسس: جيمس تايلور، بدأ زراعة الشاي عام 1867.
- – الأهمية الاقتصادية: من أنقى أنواع الشاي عالميًا.
- – التجربة السياحية: جولات في المصانع وتذوق الشاي.
فندق Blackpool Hotel
- – الموقع: تلة مطلة على مزارع الشاي.
- – الإقامة: مبنى من طابقين أو ثلاثة، غرف واسعة.
- – الخدمات: مطعم، تراس كبير، قاعة شاي.
- – الطابع: هادئ ومريح.
اليوم الرابع: ميتم الأفيال في بيننوالا
زيارة ميتم الأفيال
يقع ميتم الأفيال في بلدة Pinnawala على بعد حوالي 90 كم من كولومبو، وهو أحد أشهر الوجهات السياحية في سريلانكا لمحبي الحياة البرية. تأسس هذا المركز عام 1975 بهدف إيواء الأفيال اليتيمة أو المصابة، وإعادة دمجها في بيئة شبه طبيعية آمنة.
يمكن للزائر متابعة صغار الأفيال وهم يتلقون الحليب صباحًا، تجربة لطيفة تُظهر الترابط بين المربي والحيوانات الصغيرة، بينما يذهب الكبار إلى النهر للاستحمام، في مشهد طبيعي ممتع وهادئ. المياه العذبة التي يستحمون فيها تعكس ضوء الشمس وتخلق جوًا ساحرًا بين الضباب الصباحي وأصوات الطيور.
أنشطة ميتم الأفيال
- مشاهدة الاستحمام والإطعام: تجربة فريدة تتيح للزوار الاقتراب من الأفيال ومشاهدة سلوكياتها اليومية عن قرب.
- التعرف على برامج الرعاية: يقدم المركز معلومات عن طرق حماية الأفيال وكيفية إعادة دمجها، إضافة إلى شرح طرق التلقيح والرعاية الصحية للأفيال المصابة.
- التجربة التفاعلية: يمكن أحيانًا لمس الأفيال الصغيرة أو إطعامها تحت إشراف موظفي المركز، مما يجعل الزيارة تجربة تعليمية وعاطفية في نفس الوقت.
يُعتبر ميتم الأفيال أكبر مركز لإيواء الأفيال في العالم، ويُعد مثالًا عالميًا على الجمع بين السياحة والحفاظ على الطبيعة. المشي بين الممرات والحدائق المحيطة بالمركز يعطي إحساسًا بالهدوء والتواصل المباشر مع الطبيعة البرية.
اليوم الخامس: محمية أوداوالاوا الوطنية
Grand Udawalawe Safari Resort
يقع المنتجع بالقرب جدًا من منتزه أوداوالاوا الوطني، وهو مكان مثالي للراغبين في تجربة الحياة البرية عن قرب. يتميز المنتجع بهيكل معماري يندمج مع البيئة الطبيعية: أسقف وألواح خشبية، مساحات مفتوحة تطل على المناظر الخضراء، استراحات مجهزة للمراقبة، ومرافق سبا هادئة للاسترخاء. مطاعم المنتجع توفر إطلالات رائعة على الطبيعة المحيطة، بينما يمكن للنزلاء سماع أصوات المياه، حفيف الأشجار، وأحيانًا أصوات الحيوانات البعيدة عند الغسق أو الليل.
منتزه Udawalawe الوطني والأنواع البرية
يعد المنتزه من أكبر المحميات الطبيعية في سريلانكا، بمساحة تقارب 30,821 هكتارًا، وقد أنشئ في 30 يونيو 1972 لحماية الحيوانات المتضررة من بناء خزان نهر Walawe، والحفاظ على التوازن البيئي في المنطقة المحيطة.
يمكن للزوار رؤية الأفيال البرية بشكل شبه مضمون، بالإضافة إلى أنواع متعددة من الثدييات مثل:
- الغزلان بأنواعها: Sambar Deer، Axis Deer
- الجاموس المائي والخنازير البرية
- القرود مثل Toque Macaque
- القطط الصغيرة مثل Fishing Cat وRusty Spotted Cat
- نادرًا، يمكن رؤية النمور
كما تضم المحمية مجموعات ضخمة من الطيور المقيمة والمهاجرة، مثل: الطاووس، الطيور الجارحة، Hornbills الخضراء، وطيور الغراب الريفي، فضلًا عن الزواحف مثل التماسيح (Mugger Crocodile)، Monitor Lizards، وأنواع مختلفة من السحالي والثعابين.
تجربة السفاري في أوداوالاوا
رحلة السفاري عادة تتم في عربات مكشوفة أو مغلقة مع دليل مرخّص، ويُمنع الخروج من العربة. خلال الجولة، يمكن مشاهدة الأفيال وهي تشرب، تأكل، أو تتحرك بحرية، إلى جانب الغزلان والطيور الملونة والتماسيح عند ضفاف البحيرات الصغيرة. التنوع البيولوجي هنا مذهل، والفرصة لرؤية الحيوانات في بيئتها الطبيعية تجعل التجربة فريدة ومليئة بالإثارة.
المساحات الفسيحة، التداخل الطبيعي بين النباتات والمسطحات المائية، يجعل الأجواء ساحرة؛ خاصة عند المساء، مع النار أو تحت نجوم السماء، حيث يمكن للزائر النوم على صوت خرير الماء وحفيف الأشجار في محيط برّي مهيب.
محمية أوداوالاوا الوطنية
- – الموقع: جنوب وسط سريلانكا.
- – المساحة: 30,821 هكتار.
- – الحياة البرية: أفيال، غزلان، طيور، تماسيح.
- – الأهمية: أفضل مكان لمشاهدة الأفيال البرية.
- – التجربة السياحية: رحلات سفاري صباحية ومسائية.
الثروات الطبيعية والحياة البرية في سريلانكا
- – التنوع البيولوجي: أكثر من 3000 نوع نباتي، 100 نوع ثدييات، 400 طيور.
- – الثروة الحيوانية: أفيال آسيوية، نمور سريلانكية، غزلان، قرود.
- – المحميات: يالا، أوداوالاوا، ويلباتو.
- – الثروات الاقتصادية: الشاي، الأحجار الكريمة، التوابل، المطاط وجوز الهند.
