بمناسبة عام التبادل الثقافي بين الصين والسعودية للاحتفال بالذكرى الثالثة والخمسين لإقامة العلاقة الدبلوماسية بين الصين والسعودية، قام عضو اللجنة الدائمة بالمقاطعة، وسركتارية مدينة تشانغ شا، في يومي 21-22 يونيو الجاري بزيارة المملكة العربية والسعودية مع الوفد المصاحب، تحقيقا للرؤى المشتركة لقادة البلدين في تعميق مبادرة “حزام وطريق”، بهدف تعزيز التبادل التجاري والاقتصادي، والتعاون في كافة الأصعدة، والتواصل في المجالات الإنسانية، مساهمة في تنمية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.
وتم من خلال زيارة الوفد إقامة معرض ثقافي بعنوان “رمز واحد يجذبك للحب للصين” في مدينة الرياض. وقد حضر وشاهد برامج المعرض كل من السيد وو قوي يين، ومسؤولي الأجهزة الحكومية السعودية، وممثلي الجمعيات والهيئات المعنية، وممثلي الجامعات وعدد كبير من الزوار. حيث قام الزوار بالتجربة التفاعلية مع معروضات الرموز الصينية، تعميقا للتبادل الثقافي من خلال الأنشطة المتنوعة، وذلك انطلاقا من مبدأ “تقارب الشعوب” لبناء جسر ” تواصل القلوب”

وقد قام في افتتاح المعرض مدير متحف سون دان لفن الرموز الصينية بإهداء نسخ من كتاب ” باكورة الرموز الصنية” ( مترجما إلى اللغة الإنجليزية مع وجود النص الصيني)، وبعضا من منتجات الرموز الصينية الثقافية إلى كل من : السيدة ساره سعيد وكيلة وزارة الاستثمار للعلاقات الدولية في المملكة العربية السعودية، وممثل جامعة الأميرة نوره بنت عبد الرحمين للبنات، والسيد طلال الشرهان رئيس مجلس إدارة جمعية سفراء التراث. والجدير بالذكر أن كتاب ” باكورة الرموز الصنية” تم تأليفه من ثمرات التبادل الثقافي الدولي لأكثر من عشرة أعوام متتالية، حيث انتقيت فيه مائة من الرموز الصينية، ويعرض بشكل ” صورة واحدة لرمز واحد”، تسهيلا لإفهام الثقافة الصينية عبر الحدود، ولجميع الفئات العمرية.

يذكر أن معرض ” رمز واحد يجذبك للحب للصين” الثقافي، ينقسم إلى مواضيع رئيسة: المدن الصديقة، الوضع الراهن للرموز الصينية، باكورة الرموز الصينية، تجارب الرموز الصينية، تحيات من مدينة تشانغ شا. أما زوار المملكة العربية السعودية، فإنهم وقفوا طويلا أمام الوحة ” السعودية” الفنية، حيث تم إدراج أبرز معلم من معالم المملكة الذي هو برج المملكة إلى فن الخط الصيني، لكتابة ” السعودية ” باللغة الصينية، بمزيد من الانسجام الثقافي، لتكون الرموز الصينية جسرا للتفاهم الثقافي، وشفرة للتباد الحضاري، تقريبا للمسافات بين الشعبين. أما بالنسبة لما يتعلق بموضوع المدن الصديقة، فإن لوحة ” تشانغ شا” الفنية، قد جسدت للزوار المزايا الفريدة لتلك المدينة الساحرة من خلال جبالها ومياهها وجزرها وأحيائها، إخبار للشعب السعودي بأن أهل تشانغ شا منسجمون تماما مع طبيعتها. والجدير بالذكر أن لوحة ” السعودية” الفنية تسلمتها سفارة جمهورية الصين الشعبية كواحدة من مقتنياتها الثقافية.

في منطقة ” باكورة الرموز الصينية”، استطاع الزوار النطق بالرموز الصينية الحيوية، ليشعروا بذلك سحر الثقافة الصينية التي امتدت لأكثر من ثلاثة آلاف سنة. كما أنهم أنجزوا أعمال فنية تحت عنوان : “الجمال لا يتم إلا بك” و بيت شعري من القصائد الصينية القديمة باستخدام أساليب الطباعة القديمة مثل الطباعة بالفرك، والطباعة على قوالب الرموز. طباعة خاتم لمكتبة لويوي، للإحساس بحرارة من حضارة ممتدة من آلاف السنين. وفي منطقة عرض تحيات من مدينة تشانغ شا، تم عرض جملة طيبة من المنتجات الثقافية، ذات طابع محلي. أم السلسلة الأولى عالميا لكروت الرموز الصينية ، فقد أبدى الزوار السعوديون إعجابهم بها وانبهارهم بروعتها، معبرين من خلال مذكرة الكلمات التذكارية بأن الفعالية قد فتحت لهم نافذة حديدة لفهم الثقافة الصينية، حيث كان المعرض على حد تعبير الزوار مما جعلهم لمسوا حرارة الثقافة الصينية.

يذكر أن المعرض المقام في الرياض هو الفعالية الرابع والستون التي أقامها متحف سون دان لفن الرموزالصينية، جاءت بعد الدورة السابقة التي أقيمت في جنيفا في العاشر في الشهر الجاري. لا شك أن نجاحه في الرياض مما يبني جسورا للتواصل الثقافي بين الشعبين، والتبادل الحضاري بين البلدين العظيمين، وهو بكل تأكيد سيضفي حيوية في نشر الثقافة الصينية في المملكة العربية السعودية بشكل خاص وفي دول الشرقالأوسط بشكل عام.

متحف المستوى الثالث من بين المتاحف الوطنية
متحف سون دان لفن الرموز الصينية –هو نان
إن متحف سون دان لفن الرموز الصينية، تم تأسيسه بموجب موافقة من المديرية الوطنية للتراث، وفرع المديرية في هونان. وهو متحف على المستوى الثالث ، متخصص في مواضيع الرموز الصينية، مهامه تجمع بين البحث العلمي والأكاديمي، والعرض والتبالد، وجمع الأعمال والاقتناء، وتقديم الخدمات المعنية. اعتبر المتحف التعمق في فن الرموز الصينية، ونشر الثقافة الصينية المميزة، وإعداد سفراء أكفاء للثقافة، اعتبر المتحف كل هذه المهام رسالته، مما جعلته منصة مهمة عالميا لإفهام العالم فن الرموز الصينية،
منذ أن فتح المتحف أبوابه للجمهور مجانًا رسميًا في أغسطس 2018، واضعا المسؤولية الاجتماعية في المقام الأول، حيث يفتح أبوابه مجانًا بمعدل 306 أيام سنويًا، ويزرع سنويًا بذور حب الثقافة الصينية التقليدية العريقة في نفوس أكثر من 100,000 زائر. وقد حقق المتحف إنجازات بارزة في مجال التثقيف العلمي، إذ نظم أكثر من 2000 فعالية تحت شعار رمز واحد يجلبك للحب للصين”، استهدفت ضيوفًا أجانب من أكثر من 100 دولة، من بينهم السفيرة البريطانية لدى الصين كارولين ويلسن، إضافة إلى مدراء ومعلمي مدارس صينية من أكثر من 90 دولة، وشباب من الجاليات الصينية في أكثر من 20 دولة، وطلاب من أكثر من 400 مدرسة، وأكثر من 60 مؤسسة من هونغ كونغ وماكاو وتايوان، وما يزيد عن 200 جهة وشركة.و تنوعت أشكال هذه الفعاليات، لتشمل نظام التربية الجمالية “باكورة الرموز الصينية”، و15 مشروعًا لتجربة فنون الرموز الصينية، مما أتاح للمشاركين فرصة اكتشاف جاذبية لثقافة الرموز الصينية من خلال تجارب ممتعة وتفاعلية.
في مجال التبادل الدولي، يحرص المتحف على تنفيذ إستراتيجية “التوجه نحو العالم” لنشر الثقافة الصينية، وابتكر أول مشروع عالمي من نوعه لنشر الثقافة التقليدية الصينية تحت شعار “مشروع الثلاثمائة في الخارج” الذي يركّز على فنون الرموز الصينية. وخلال السنوات التسع الماضية، نظم المتحف 64 فعالية ومعرضًا لتبادل فنون الرموز الصينية في 28 ولاية أمريكية، بالإضافة إلى دول ومناطق أخرى مثل اليابان، كوريا الجنوبية، روسيا، فرنسا، إسبانيا، كرواتيا، سويسرا، والسعودية. وقد جذبت هذه الأنشطة أكثر من 102,000 زائر بشكل مباشر، وأثرت في أكثر من 2.023 مليار شخص حول العالم. كما حظيت بترحيب واسع وتقدير كبير من وزارة الخارجية الصينية، والقنصليات العامة الصينية في الخارج، وحكومات الدول المضيفة، وأصدقائنا الأجانب، والجاليات الصينية. وتلقى المتحف دعوات لاحقة من 17 دولة ومنطقة أخرى، من بينها المملكة المتحدة وألمانيا. ومن خلال إنشاء قواعد لتجربة فنون الرموزالصينية في كل من الولايات المتحدة، روسيا، وكرواتيا، تمكن المتحف من تعزيز نشر وتبادل فن الرموز الصينية في الخارج بشكل أعمق وأوسع.