رحلة سياحية كاملة إلى سريلانكا: بين الطبيعة والتاريخ
المزيد من المعلومات وامور اخرى لم يتم ذكرها يمكن التعرف عليها من خلال حساب الانستجرام الخاص بنا
مقدمة: سحر الجزيرة
حين تهبط الطائرة في مطار باندارانايكي الدولي بالقرب من كولومبو، تستقبلك الجزيرة بمزيج ساحر من الطبيعة والتاريخ، حيث تتعانق الخضرة الكثيفة مع زرقة المحيط، وتلوح لك المعابد القديمة بجانب الأبنية الحديثة. سريلانكا، جوهرة المحيط الهندي، تتميز بجبالها المهيبة التي يغمرها الضباب، وسهولها الخصبة، وأنهارها المتدفقة التي تشق الأرض بهدوء، إضافة إلى شواطئها الذهبية الممتدة بلا نهاية، والغابات المطيرة التي تفيض بالحياة البرية والطيور النادرة. ولا يمكن إغفال عنصرها الأجمل: شعبها الودود الذي يستقبلك بابتسامة صافية وكرم ضيافة أصيل يمنح الزائر إحساسًا بالدفء والانتماء.
نظرة عامة على سريلانكا – التاريخ والاستقلال
تقع سريلانكا جنوب شبه القارة الهندية قبالة سواحل الهند، وهي جزيرة ذات موقع استراتيجي جعلها عبر التاريخ محطة للتجارة والثقافة. تراثها العريق يمتد لآلاف السنين، حيث ارتبط اسمها بالأساطير والملوك والقصور الحجرية التي ما زالت شاهدة على حضارات قديمة. سُكّانها الأصليون من الشعوب السنهالية (Sinhalese) الذين استقرّوا قديماً في السهول الوسطى والجنوبية، إلى جانب التاميل (Tamil) الذين جاؤوا من الشمال الهندي وأسهموا في تشكيل النسيج الاجتماعي والثقافي. كما انضم إليهم عبر القرون المور والتجار العرب والبرتغاليون والهولنديون والإنجليز، فنتج عن ذلك تنوع غني في الأعراق والديانات.
الأديان مثل البوذية والهندوسية كان لها دور محوري في صياغة الهوية والوجدان الجمعي، حيث تنتشر المعابد البوذية بأبراجها البيضاء والذهبية، ويقام فيها طقوس تحمل روح السلام والتأمل. في المقابل، تركت المسيحية والإسلام بصمتهما عبر الكنائس التاريخية والمساجد العريقة، مما جعل الجزيرة لوحة فسيفسائية من المعتقدات والتقاليد. بعد قرون من الاحتلال الأوروبي، حصلت سريلانكا على استقلالها في منتصف القرن العشرين، لتبدأ مرحلة جديدة من إعادة بناء الدولة الحديثة، مع الحفاظ على إرثها العميق الممتد في الزمان والمكان.
لمحة تاريخية – من الممالك القديمة إلى الاستقلال
تقع سريلانكا جنوب شبه القارة الهندية، قبالة سواحل الهند، وهو موقع استراتيجي جعلها عبر التاريخ حلقة وصل بين الشرق والغرب. عُرفت الجزيرة في العصور القديمة بأسماء شتى مثل “سيلان”، وكانت موطنًا لممالك ازدهرت فيها العمارة الحجرية، والقصور المعلقة، وأنظمة الري المتقدمة.
سكانها الأوائل من السنهاليين الذين استقروا في السهول الوسطى والجنوبية، إلى جانب التاميل الذين جاؤوا من الشمال الهندي وأسهموا في تشكيل النسيج الثقافي والاجتماعي. مع مرور القرون، انضم إليهم المور القادمون عبر طرق التجارة البحرية، ثم البرتغاليون والهولنديون، وأخيرًا البريطانيون الذين بسطوا سيطرتهم على الجزيرة.
خلال فترة الاستعمار، لعبت الجزيرة دورًا مهمًا كمركز لإنتاج الشاي والقرفة والمطاط. وفي عام 1948، استعاد الشعب السريلانكي استقلاله ليبدأ فصلًا جديدًا في بناء دولة عصرية، تجمع بين الإرث الحضاري العريق والطموح نحو التنمية الحديثة.
فسيفساء الأديان والثقافات
سريلانكا اليوم لوحة فسيفسائية من الديانات والعادات. البوذية هي الدين الغالب، وتجد آثارها في المعابد ذات القباب البيضاء والذهبية المنتشرة في المدن والقرى. إلى جانبها، للهندوسية حضور قوي، حيث تقام الاحتفالات المبهجة المليئة بالألوان والطقوس. كما تعيش المسيحية والإسلام جنبًا إلى جنب، مخلِّفة آثارًا من الكنائس التاريخية والمساجد العتيقة، وهو ما جعل المجتمع السريلانكي متنوعًا ومترابطًا في آن واحد.
الطبيعة والسياحة





تُعتبر سريلانكا وجهة سياحية استثنائية لعشاق الطبيعة والمغامرة. ففي وسط الجزيرة، تحتضن مدينة “كاندي” معبد السن البوذي الذي يعد موقعًا مقدسًا، بينما يتيح جبل “سيجيريا” صعودًا مثيرًا نحو حصن صخري يعلوه تاريخ وأساطير. أما مدينة “غالي” الساحلية فتروي قصص الاستعمار من خلال حصونها الأوروبية وأسوارها العريقة.
لا تقتصر الجاذبية على المعالم التاريخية فحسب، بل تمتد إلى رحلات السفاري في “يالا” لمشاهدة النمور والفيلة، وإلى المزارع الجبلية حيث تمتد حقول الشاي على مد البصر في مشهد أخضر ساحر. أما الشواطئ، مثل “بينتوتا” و”أرغوم باي”، فهي ملاذ مثالي لهواة الغوص وركوب الأمواج.
المطبخ السريلانكي

المطبخ المحلي انعكاس واضح للتاريخ والتنوع الثقافي. الأرز بالكاري هو الطبق الأكثر شيوعًا، يُقدَّم مع مجموعة من الخضروات واللحوم والأسماك المطهوة بتوابل عطرية غنية مثل الكركم والزنجبيل والفلفل الأسود. كما تشتهر الجزيرة بجوز الهند الذي يدخل في معظم الأطباق، وبالسمبوسة الحارة والمأكولات البحرية الطازجة. ولا يمكن نسيان الشاي السيلاني، أحد أجود أنواع الشاي في العالم، والذي يُعد جزءًا لا يتجزأ من الهوية السريلانكية.



المهرجانات والاحتفالات
يُعتبر “مهرجان إيسالا بيراهيرا” في كاندي من أبرز الفعاليات الثقافية، حيث يخرج موكب ضخم من الأفيال المزينة والراقصين التقليديين والطبالين في مشهد احتفالي يأسر الأنظار. كما تقام احتفالات رأس السنة السنهالية – التاميلية في أبريل، والتي تجمع بين الطقوس الدينية والأنشطة الاجتماعية المبهجة.

الاقتصاد والحياة الحديثة
إلى جانب السياحة، يعتمد اقتصاد سريلانكا على الزراعة وصناعة النسيج وتصدير الشاي والمطاط. وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية التي واجهتها في العقود الأخيرة، تواصل الدولة جهودها للنهوض بالبنية التحتية وجذب الاستثمارات الأجنبية. في المدن الكبرى مثل كولومبو، يلمس الزائر مزيجًا بين الحداثة والعراقة، حيث تتجاور الأبراج التجارية اللامعة مع الأسواق الشعبية والمقاهي التقليدية.
الحقبة الاستعمارية
- كان البرتغاليون أول القوى الأوروبية التي وصلت إلى سريلانكا في بدايات القرن السادس عشر، بدافع البحث عن التوابل الثمينة مثل القرفة التي كانت آنذاك من أغلى السلع في الأسواق العالمية. لم يقتصر وجودهم على التجارة فقط، بل سعوا أيضًا إلى نشر نفوذهم عبر بناء الحصون الساحلية وإقامة علاقات سياسية مع الممالك المحلية، وهو ما جعل حضورهم أكثر تأثيرًا في الحياة اليومية للسكان.
- بعد ذلك بقرن تقريبًا، جاء الهولنديون الذين تمكنوا من انتزاع السيطرة على عدد من الموانئ والمناطق الساحلية المهمة. كانوا أكثر تنظيمًا من البرتغاليين، إذ ركزوا على إدارة التجارة البحرية وإنشاء نظام اقتصادي يضمن لهم احتكار تصدير القرفة وغيرها من المحاصيل. وقد تركوا بصمتهم في بعض البنى المعمارية والقوانين التي ما زالت آثارها واضحة في بعض المناطق حتى اليوم.
- وأخيرًا، وصل البريطانيون في بدايات القرن التاسع عشر، وتمكنوا من السيطرة على معظم الجزيرة، ليضعوا حداً لمرحلة التنافس بين القوى الأوروبية. لم يكتف البريطانيون بإدارة الجزيرة سياسيًا، بل دمجوا أنظمتها الإدارية والقانونية والتعليمية وفق النموذج البريطاني، كما عملوا على تطوير البنية التحتية من طرق وسكك حديدية لتسهيل حركة التجارة وربط المدن.
خلال فترة الحكم البريطاني، شهدت الجزيرة تحولات اقتصادية كبرى، خصوصًا في قطاع الزراعة. بدأت بزراعة القرفة التي كانت المحصول الأبرز، ثم تحولت إلى البن الذي أصبح سلعة رئيسية للتصدير. غير أن مرضًا نباتيًا خطيرًا يُعرف بـ coffee-rust اجتاح المزارع وأدى إلى انهيار صناعة البن. ومن هنا جاء التحول الكبير نحو زراعة الشاي، الذي سرعان ما أصبح العمود الفقري للاقتصاد السريلانكي، ومصدرًا للشهرة العالمية حتى يومنا هذا، حيث يُعد “الشاي السيلاني” من أجود أنواع الشاي على الإطلاق.
الاستقلال والتحول إلى جمهورية
- في 4 فبراير 1948، حصلت سريلانكا على الاستقلال من المملكة المتحدة، وأصبح اسمها “سريلانكا” رسميًا بعد دستور عام 1972، حيث تحولت من “Ceylon” (سييلون) إلى “جمهورية سريلانكا”.
- الدستور عام 1972 غيّر الكثير من الألقاب الرسمية وأنشأ الجمهورية
اليوم الأول: الوصول إلى نيجومبو


الوصول إلى المطار، الإجراءات السهلة، ووجوه الترحيب بابتسامة. كأن في استقبالنا أعضاء من مكتي هيئة السياحة السريلانكية والذين قاموا بالترحيب بنا في مكتبهم الكائن في المطار
تم نقلنا بسيارة مكيفة إلى مدينة نيجومبو الساحلية.
نيجومبو (Negombo)
مدينة ساحلية تقع على مقربة من مطار باندارانايكي الدولي، وتعدّ واحدة من الوجهات المفضلة لبدء أو إنهاء الرحلة في سريلانكا. تشتهر نيجومبو بشواطئها الرملية الطويلة الممتدة، والتي يزورها السياح للاستجمام والتمتع بغروب الشمس الذهبي بعد عناء السفر. بعض أجزاء الشاطئ مرصوفة ومجهزة بمقاعد وأكواخ صغيرة، مما يجعلها ملاذًا مريحًا للعائلات ولمن يبحث عن الهدوء.
تُعرف المدينة أيضًا بأنها مركز مهم لصيد الأسماك، حيث تمتلئ شوارعها وأسواقها برائحة البحر ومشهد الأسماك الطازجة المعروضة على القوارب والعربات. الأسواق المحلية في نيجومبو نابضة بالحياة، وتضم مطاعم صغيرة ومقاهي تطل مباشرة على الشاطئ، تقدم أشهى المأكولات البحرية، خاصة السلطعون والروبيان. وبجانب ذلك، تمنحك زيارة المدينة فرصة لاكتشاف تراثها الاستعماري، حيث يظهر التأثير الهولندي والبرتغالي في القنوات المائية القديمة وبعض أنماط المعمار، إضافة إلى الكاتدرائيات الضخمة والمباني التاريخية التي ما زالت شاهدة على تلك العصور.
رغم أن المدينة تأثرت كثيرًا بتسونامي عام 2004، فإن الأحياء السياحية أُعيد بناؤها وتطويرها بطريقة حديثة تراعي الأمان والراحة. واليوم، تبدو نيجومبو أكثر حيوية، إذ جمعت بين تاريخها البحري العريق وروحها المعاصرة كوجهة سياحية متكاملة.
وصف الطريق إلى نيجومبو
عند التوجه إلى نيجومبو، يصحبك الطريق في رحلة بصرية ساحرة؛ أشجار جوز الهند تصطف بكثافة على الجانبين وكأنها تودعك بظلها البارد، بينما تتخلل المشهد قنوات مائية قديمة تذكّر بالماضي الاستعماري للمدينة. على ضفاف القنوات، ترى صيادين محليين منشغلين بجمع شباكهم أو إصلاحها، مشهد يضفي على الرحلة لمسة أصيلة من الحياة اليومية البسيطة التي لا تزال تحافظ على طابعها التقليدي.
فندق Wattura Resort & Spa (نجومبو)



يقع فندق Wattura Resort & Spa في منطقة ساحلية هادئة بين نهر Gin Oya وشاطئ Waikkal / Kammala قرب نيجومبو، ويُعتبر من الخيارات الفاخرة التي تجمع بين الراحة العصرية والطابع الطبيعي. التصميم المعماري للفندق يميل إلى الطراز البوتيكي الحديث، لكنه يراعي الحسّ البيئي، حيث يظهر الماء كعنصر تصميمي في القنوات الداخلية والمسابح، إلى جانب استخدام مواد محلية طبيعية تضفي دفئًا وأصالة على المكان.


غرف وأجنحة الفندق عادة تطل إما على البحر أو على النهر، مع شرفات واسعة تتيح لك الاستمتاع بالمناظر في كل صباح. المرافق متكاملة وتشمل سبا متطور يقدم جلسات مساج علاجية، برامج يوغا وتأمل، إضافة إلى كافيتيريا ومطاعم متنوعة تقدم أطباقًا محلية أصيلة وأخرى عالمية لتناسب جميع الأذواق. الأسرة مريحة بشكل خاص، والنظافة والخصوصية من أبرز ما يميز الإقامة، خاصة في الفيلات المستقلة التي تمنح الضيوف أجواء من العزلة الهادئة.



أما المسبح الرئيسي فهو فخم وواسع، بينما الغرف المائية أو المطلة مباشرة على البحر تتيح للزائر أن يستيقظ على صوت الأمواج، في تجربة حسية تجمع بين الفخامة والطبيعة. قرب الفندق من المطار يمنحه ميزة إضافية، إذ يجعله خيارًا مثاليًا للإقامة في ليلة الوصول أو المغادرة. كما أن إعادة بناء المنشآت بعد كارثة التسونامي أدخلت تحسينات مهمة على التصميم، فجميع الأبنية الجديدة شُيّدت بمعايير حديثة مقاومة للكوارث، لتضمن للزوار أعلى درجات الأمان والراحة.
الأنشطة السياحية في نيجومبو
نيجومبو ليست مجرد مدينة للعبور أو محطة استراحة، بل وجهة تقدم للزائر العديد من الأنشطة الممتعة:
- الرحلات البحرية: يمكن للزوار الانطلاق في جولات بالقوارب الصغيرة أو السفن السياحية على طول الساحل أو في البحيرات والقنوات الداخلية، حيث يشاهدون أسراب الطيور المائية والمشهد الطبيعي الأخضر الممتد.
- صيد الأسماك: تُعد نيجومبو مركزًا تقليديًا لصيد الأسماك، لذا يمكن للزائر تجربة رحلة صيد مع الصيادين المحليين أو الاكتفاء بمشاهدة المزادات الصباحية في سوق السمك الشهير.
- الرياضات المائية: مثل ركوب الأمواج، الإبحار، والغطس لمشاهدة الشعب المرجانية القريبة. الشواطئ الطويلة تمنح المساحة المثالية لهذه الأنشطة.
- زيارة الأسواق الشعبية: الأسواق النابضة بالحياة في نيجومبو فرصة لتذوق المأكولات المحلية وشراء التوابل والهدايا التذكارية. هنا يكتشف الزائر الوجه الشعبي الأصيل بعيدًا عن أجواء المنتجعات.
- جولات التراث: يمكن للزائر القيام بجولة قصيرة لزيارة الكاتدرائيات القديمة ذات الطراز الأوروبي، بالإضافة إلى المباني التي تعكس التأثير الهولندي والبرتغالي، مثل القنوات والجسور.
- التجول بالدراجات: توفر بعض الفنادق خدمة استئجار الدراجات لاستكشاف القرى المحيطة والحقول الخضراء، وهو نشاط يمنح تجربة قريبة من حياة السكان المحليين.
تجمع نيجومبو إذن بين الاستجمام على الشاطئ، المغامرات المائية، والغوص في تفاصيل التاريخ والثقافة المحلية، مما يجعلها محطة مميزة في أي رحلة إلى سريلانكا.
Wattura Resort & Spa
- – الموقع: نيجومبو، خطوات قليلة من المحيط.
- – الإقامة: فيلات فاخرة، بعض الغرف بمسابح خاصة.
- – الخدمات: سبا متكامل، مطعم يقدم مأكولات محلية وعالمية.
- – الأنشطة: ركوب الدراجات، رحلات بالقوارب، اليوغا على الشاطئ.
- – الطابع: منتجع صديق للبيئة، تصميم يقلل استهلاك الطاقة والماء.
اليوم الثاني: من نيجومبو إلى كاندي
كاندي (Kandy)
تُعد كاندي العاصمة الثقافية والروحية لسريلانكا، وواحدة من أهم المدن التاريخية في البلاد. تقع في قلب الجزيرة وسط سلسلة من التلال الخضراء، مما يمنحها مناخًا أكثر اعتدالًا مقارنة بالمناطق الساحلية. تشتهر كاندي بمعالمها البوذية البارزة، وعلى رأسها معبد السن المقدس (Temple of the Tooth Relic)، حيث يُعتقد أن أحد أضراس بوذا محفوظ هناك، وهو موقع يحج إليه البوذيون من مختلف أنحاء العالم، ويُعتبر رمزًا للهوية الدينية في البلاد.


المدينة محاطة بغابات استوائية وتلال ضبابية تضفي عليها أجواء شاعرية، بينما البحيرة المركزية (Kandy Lake) تزيّن قلب المدينة كلوحة طبيعية هادئة. الطابع الاستعماري ما زال حاضرًا في بعض أحيائها، حيث المنازل القديمة والشوارع المرصوفة التي تحكي قصص الماضي. كما تضم كاندي حدائق نباتية ملكية (Peradeniya Botanical Gardens) الغنية بالنباتات النادرة والأشجار العملاقة.
الحياة في كاندي نابضة بالتنوع؛ من الأسواق التقليدية التي تعرض التوابل والمنتجات اليدوية، إلى المطاعم والمقاهي التي تقدم أطباقًا سريلانكية وعالمية، بالإضافة إلى المتاحف التي تعكس تاريخ الجزيرة وفنونها. لذا فهي مدينة تجمع بين الروحانية، التاريخ، والطبيعة في آن واحد.


وصف الطريق من نيجومبو إلى كاندي
تبلغ المسافة بين نيجومبو وكاندي حوالي 152 كيلومترًا، وتستغرق الرحلة بالسيارة قرابة 3 ساعات، لكن الطريق بحد ذاته يُعد جزءًا ممتعًا من التجربة. فعلى جانبيه تنتشر أكشاك الفاكهة الطازجة التي تعرض المانجو، الموز، والأناناس بألوانها الزاهية. كما ترافقك مزارع خضراء وجداول صغيرة تمنح الطريق حيوية متجددة.
تجربة نكهات الفواكه الطازجة في سريلانكا
تجربة تناول الفواكه الاستوائية في سريلانكا، خاصة على الطريق من نيغومبو إلى كاندي، تجربة لا تُنسى. على طول الطريق، تنتشر عربات صغيرة وباعة جائلون يعرضون فواكه طازجة بألوان زاهية وروائح مغرية. تجد الأناناس الذهبي المليء بالعصارة، غني بالفيتامينات ومضادات الأكسدة، والمانجو الناضج ذو الرائحة العطرية الطاغية، المعروف بتحسين الهضم وتقوية المناعة. هناك أيضًا البابايا، برتقالية اللون وطرية، تساعد على تحسين الهضم ومفيدة للبشرة. الفواكه الغريبة مثل دراغون فروت، بلونها الوردي الزاهي وبذورها الصغيرة المقرمشة، تمنح إحساسًا منعشًا وفوائد مضادة للأكسدة، بينما الجاك فروت الكبير الحجم يحمل نكهة حلوة وقوامًا يشبه الكاسترد، ويعد مصدرًا جيدًا للطاقة والألياف. لا ننسى الفواكه الصغيرة مثل الليتشي والرامبوتان، التي تذوب في الفم وتمنح طاقة سريعة ومنعشة. يقدم بعض الباعة الفواكه مقطعة في أكواب صغيرة، مما يجعل تذوقها أثناء التوقف أو السير البطيء ممتعًا للغاية. الألوان الزاهية، الرائحة الفواحة، وطعم كل فاكهة يخلق شعورًا بأنك في مهرجان طبيعي نابض بالحياة، مع لمسة دفء من كرم أهل سريلانكا.
بين الحقول والغابات، يمكن مشاهدة طيور استوائية بألوان زاهية، وأحيانًا قرود تتسلق الأشجار، ما يجعل الرحلة أشبه بجولة طبيعية قبل الوصول إلى الوجهة. التلال المتدرجة تضفي على المشهد تنوعًا بصريًا ساحرًا، خصوصًا عند الصعود تدريجيًا نحو المناطق المرتفعة المؤدية إلى كاندي.
فندق Theva Residency – كاندي
يقع فندق Theva Residency في قلب تلال Hanthana Hills، وهو موقع استثنائي يمنح إطلالات بانورامية على وادي كاندي المكسو بالغابات. عند شروق أو غروب الشمس، يتحول المشهد إلى لوحة طبيعية ساحرة، حيث يغمر الضوء التلال ويخلق أجواء رومانسية هادئة.
التصميم المعماري للفندق يميل إلى الطراز البوتيكي الفاخر، بديكور أنيق يمزج البساطة العصرية مع اللمسات الطبيعية؛ استخدام الخشب والحجر يضفي شعورًا بالدفء، بينما النوافذ الكبيرة والشرفات الواسعة تسمح بدخول الضوء الطبيعي ومشاهدة المناظر الخلابة.
الخدمات متكاملة وتشمل:
- مطعم يقدم أطباقًا متنوعة بين المأكولات السريلانكية الأصيلة والأطباق الآسيوية والغربية.
- مسبح خارجي يطل على التلال، مثالي للاسترخاء بعد جولة طويلة.
- سبا يقدم جلسات مساج وعلاجات مريحة.
- غرف وأجنحة فسيحة مزودة بدورات مياه فاخرة، مع شرفات خاصة مطلة على الطبيعة.
- خدمات إضافية مثل النقل إلى وسط كاندي لزيارة المعالم.
الفندق يتميز بنظافته العالية واهتمامه الدقيق بالتفاصيل، مما يمنح النزلاء شعورًا بالراحة والخصوصية. إنه مكان مثالي للاستراحة بعد يوم حافل بالقيادة أو التجوال، يجمع بين الفخامة والهدوء الطبيعي.
الأنشطة السياحية في كاندي
زيارة كاندي لا تكتمل بمجرد المرور بمعالمها الأساسية، فهي مدينة غنية بالأنشطة التي تتيح للزائر التعرف على روح سريلانكا عن قرب:
- زيارة معبد السن المقدس (Temple of the Tooth Relic): أهم معلم ديني في المدينة، حيث يحج البوذيون من أنحاء العالم. في ساعات الصباح والمساء تُقام طقوس دينية بموسيقى تقليدية وأجواء روحانية مؤثرة.
- التنزه حول بحيرة كاندي: بحيرة اصطناعية أنشئت في القرن التاسع عشر، وتعد من أجمل أماكن الاسترخاء، حيث يمكن القيام بجولة قصيرة على الأقدام أو ركوب قارب صغير.
- حدائق بيرادينيا النباتية الملكية: تبعد بضعة كيلومترات عن المدينة، وتضم آلاف الأنواع من النباتات والأشجار الاستوائية والنادرة، إضافة إلى بساتين الأوركيد الشهيرة.
- العروض الثقافية في كاندي: مساءً، تقام عروض فنية تقدم الرقصات التقليدية مع الطبول النارية وأزياء مزخرفة، لتعرّف الزائر على التراث السنهالي في أجواء احتفالية.
- زيارة المتاحف والأسواق: مثل متحف كاندي الوطني أو الأسواق الشعبية حيث يمكن شراء التوابل، الأحجار الكريمة، والمشغولات اليدوية.
- مهرجان إيسالا بيراهيرا (Esala Perahera): إذا صادف وجودك في يوليو أو أغسطس، فستشهد أحد أضخم المواكب الدينية في آسيا، حيث تجوب الأفيال المزينة الشوارع برفقة الرقصات والموسيقى والطقوس البوذية المهيبة.
مدينة كاندي
- – الموقع: وسط سريلانكا، على ارتفاع 500 متر.
- – التاريخ: آخر عاصمة للممالك السنهالية قبل الاستعمار البريطاني.
- – المعالم: معبد السن المقدس، بحيرة كاندي، حدائق بيرادينيا النباتية.
- – المناخ: معتدل مع أمطار موسمية.
فندق Theva Residency
- – الموقع: تلة مطلة على المدينة.
- – الإقامة: غرف وأجنحة فاخرة، بعض الأجنحة مزودة بمسابح خاصة.
- – الخدمات: مطعم، حمام سباحة، سبا.
- – الطابع: هادئ ومناسب للاسترخاء.